مضيفُ أبي الفضل العباس عليه السلام الخارجي يبسطُ أكفَّ الجود والكرم العباسي لزائري الأربعين
30-12-2018
علاء سعدون / زين العابدين
مضيفُ أبي الفضل العباس عليه السلام الخارجي
يبسطُ أكفَّ الجود والكرم العباسي لزائري الأربعين
لقد منَّ الله تعالى على شيعة ومحبي أهل البيت عليهم السلام بأيام ومناسبات عظيمة ومباركة يحيون فيها شعائره (جل وعلا) ويعظمونها، ويتقربون بها إليه (عز وجل)، فكان من هذه الأيام والمناسبات العظيمة زيارة الأربعين.. الزيارة التي تكون فيها كربلاء المقدسة مركزاً للجاذبية، تستقطب ملايين الزائرين، من مختلف القارات والبلدان، يتدفقون فيها كنهر نحو كربلاء، منقسمين إلى قسمين، قسم يلبي رغبة أقدامه بالمسير نحو قبلة الأحرار سيراً على الأقدام، وقسم آخر ينبت على ضفتي ذلك النهر مخضراً بالبذل والعطاء من أجل تقديم أفضل الخدمات المجانية لتلك الملايين السائرة، على مدار 24 ساعة يومياً ولمدة لا تقل عن 15 يوماً دون كلل أو ملل.
آلاف المواكب والحسينيات والهيئات الخدمية زرعت على كل الطرق المؤدية إلى كربلاء لتنبت خيراً وافراً، وتذهل العالم أجمع بخدماتها، تَمثَّل بينها مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام الخارجي على طريق (يا حسين) الواصل بين كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، مناراً للخدمة الحسينية المثالية، بسط فيه خدمة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام أكف الجود والكرم العباسي لزائري الأربعين.
ومن أجل الوقوف على تفاصيل هذا المضيف الذي يعتبر أنموذجاً مثالياً للمواكب والهيئات في زيارة الأربعين، أجرت صدى الروضتين عدة لقاءات مع القائمين على المضيف والعاملين والمتطوعين فيه، فكان أولها مع المشرف على المضيف الحاج جواد الحسناوي، فتحدث قائلاً:
نرفع اسمى آيات التعازي الى مقام صاحب الامر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف والى مراجعنا العظام والأمة الاسلامية بمناسبة أربعينية الامام الحسين عليه السلام , أما بالنسبة لمضيف العتبة العباسية المقدسة، فقد تأسس قبل عشر سنوات تقريباً حيث كان في غير هذا المكان لمدة سنتين، وبعدها خصصت هذه الأرض له بمساحة 12 دونماً، تحتوي على قاعتين مبيت للنساء وقاعتين للرجال، بالإضافة الى خيمة كبيرة 80م × 20م، وثلاث خيمات صغيرة لمبيت النساء ايضا, وكذلك 64 خيمة صغيرة للرجال, وجميع هذه الخيم تكفي لمبيت ما يقارب الـ (20) الف زائر يومياً وكلها مهيأة ومفروشة بالكامل ومزودة بكافة وسائل الراحة.. كذلك تم تهيئة مساحة خارج المضيف لاستراحة الزائر زودت بالكراسي والمفروشات.
أما وجبات الطعام الرئيسية، فيتم توزيع ثلاث وجبات متنوعة وذات قيمة غذائية عالية، إذ توزع يومياً وجبة (إفطار وغداء وعشاء) تتخللها وجبات وفقرات بينية كالحلويات والفواكه والحساء والأكلات السريعة، إضافة الى توزيع الشاي والماء بصورة مستمرة.. المضيف مزود بمجمعات صحية للرجال والنساء، ويحتوي على ثلاثة أفران لإنتاج الصمون الحجري والكهربائي وآخر لإنتاج الخبز.
وكذلك هناك مفرزة طبية فتحت بالتعاون مع دائرة صحة كربلاء المقدسة لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية، وهناك مركز لإرشاد التائهين والمفقودين وآخر لإرشاد الزائرين، ومحطة لتعليم الارشادات الدينية وأخرى لتعليم القراءة الصحيحة للآيات القرآنية واحكام التلاوة.
واضاف: جهود كبيرة تتضافر من أجل تقديم هذه الخدمات من قبل منتسبي المضيف، يضاف اليهم منتسبو اقسام أخرى كقسم الآليات والصيانة الهندسية والمشاريع الهندسية وحفظ النظام وقسم العلاقات.
كذلك تم تعزيز اعدادهم بمتطوعين والذين كان لهم دور كبير في تقديم هذه الخدمات سواء المقدمة للرجال او التي هي للنساء وكل على حدة، اذ يتم العمل بالمضيف كخلية نحل وضمن حلقات خدمية متعددة واحدة تكمل الأخرى على مدار 24 ساعة تقريبا طيلة أيام شهر صفر الخير.
في الختام لكم جزيل الشكر على هذه المتابعة لعمل المضيف.. وأسال الله تعالى أن يتقبل منا ويوفقنا لتقديم المزيد الى زائري سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام واخيه المولى أبي الفضل العباس عليه السلام .
معاون رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة فضيلة الشيخ عادل الوكيل، تحدث بدوره عن الخدمات التي يقدمها قسم الشؤون الدينية في مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام الخارجي:
إن الخدمة الحسينية خلال زيارة الاربعين هي فرصة كبيرة لكل من يعلم شأن هذه الزيارة وعظمتها، ولذا يتسابق الموالون بكافة تخصصاتهم وجهودهم إلى تقديم أفضل الخدمات لزائري سيد الشهداء عليه السلام .
ومن المعلوم أن الخدمات لا تقتصر على الإطعام والمبيت والتمريض وما شابه ذلك، بل تتعدد وتختلف بحسب حاجة الزائرين ورؤية القائمين على المواكب والهيئات الذين يسعون إلى سد حاجات الزائرين، وتوفير سبل الراحة لهم بمختلف الوسائل، ولذا وجد قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية المقدسة وبتوجيه من المتولي الشرعي للعتبة المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) أن يتم تقديم الخدمات الفقهية في مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام ، كجزء من متطلبات الزائرين وضروريات حياتهم.
ولهذا تصدى قسم الشؤون الدينية لهذه المهمة، وبدأ السادة والمشايخ العاملون فيه بالانتشار في المحاور الرئيسية والطرق المتعددة داخل مدينة كربلاء المقدسة والطرق المؤدية إليها، ومن هذه الأماكن مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام الذي يعتبر من المواكب الحيوية التي تستقطب أعداد كبيرة من الزائرين، وحتماً فيهم من يحتاج لخدمات فقهية، منها ما يتمثل بصلاة الجماعة، ومحاضرات دينية، وأيضاً الاجابة عن الاسئلة والمسائل الابتلائية، وغيرها، كما لا يقتصر القسم على هذا المضيف فقط بل يقدم ذات الخدمات في المجمعات الخدمية الأخرى التابعة للعتبة المقدسة.
بالإضافة لذلك يصدّر القسم مطبوعات عديدة، يختلف فيها المحتوى من مطبوع لآخر بحسب الظروف الاجتماعية التي يمر بها البلد، منها ما يركز على رد الشبهات وتوضيح الحقائق، وكذلك نشر التوجيهات والآداب الاسلامية التي يجب مراعاتها خلال زيارة الاضرحة المقدسة وفي الحياة عامة، وهذا كله يعتبر ثقافة دينية وفقهية يجب على الشاب ان يأخذ بها ويحصن نفسه من الهجمات التي توجه إليه.
ومن خلال هذا المنبر أتمنى من شبابنا ألا يترددوا في توجيه الاسئلة والمسائل على السادة والمشايخ، وادعوهم لتحسين ثقافتهم الدينية التي تعتبر من أهم الثقافات التي يجب تحصيلها في الحياة الدنيا.
مسؤولة مركز الصديقة الطاهرة في العتبة العباسية المقدسة ومسؤولة التوجيه الديني النسوي في المضيف الخارجي التابع للعتبة المقدسة, تحدثت من جانبها قائلة:
هذا المضيف يستقبل الملايين من الزائرات خلال الزيارة الاربعينية في كل عام, ويتم توفير كل ما تحتاجه الزائرة خلال مسيرتها الراجلة لزيارة سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام من غسل ملابس ومأكل ومنام.. وكذلك الاجابة عن الاستفتاءات الشرعية للزائرات, وتعليمهن القراءة الصحيحة لسورتي (الحمد والاخلاص).
كما توجد مفرزة طبية تدار بكادر نسوي متخصص توفر مختلف الادوية والعلاجات والخدمات الطبية.. وعادة نستثمر مبيت النساء لدينا لتوضيح حديث او شرح آية او طرح بعض الاشكالات الشرعية الابتلائية التي تتعرض لها النساء باستمرار.
وأود أن أبيّن لكم اننا نوجه الخادمات في هذا المضيف المبارك من المتطوعات والمنتسبات للعتبة المقدسة بتقديم كافة الخدمات للزائرة بخضوع وتذلل لنعكس صورة تليق بالعتبة العباسية المقدسة وتليق بمقام الزائرة, ولهذا اصبحت علاقة ود واحترام تربط بين الخادمات والزائرات حتى ان بعض الزائرات بدأت تتعمد المرور بالمضيف لإلقاء السلام والتحية على العاملات فيه.
الحاج بهاء مسؤول متطوعي هيئة قمر بني هاشم في مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام الخارجي:
اعتادت هيئة قمر بني هاشم من محافظة البصرة على المشاركة في زيارة الأربعين المباركة والتشرف بخدمة زائري سيد الشهداء وأخيه قمر بني هاشم عليهما السلام ، حيث تتشرف الهيئة بالخدمة إلى جانب العتبة العباسية المقدسة وتحت اشرافها ورعايتها الكريمة، يشارك في هذه الخدمة اعداد كبيرة من المتطوعين الشباب، ينخرطون ضمن صفوف خدمة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام .
ومن المفاصل المهمة التي يشارك فيها المتطوعون في مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام الخارجي الواقع على طريق (يا حسين) بين كربلاء المقدسة والنجف الأشرف، حيث يشارك فيه 250 متطوعاً، تبدأ خدمتهم مع حلول شهر صفر الخير، ويبدؤون بتسلم مهامهم في مفاصل المضيف المختلفة والمتعددة وبحسب الحاجة والمقدرة، منهم من يعمل في مطبخ المضيف، وآخرون في قاعات الطعام والمبيت، وغيرهم في المخزن، بالإضافة للقيام بواجبات النظافة والأمن، وغيرها من التوزيعات الخارجية التي تستمر طيلة الوقت بين الوجبات الرئيسية.
مضيفاً: يعمل المتطوعون على مدار 24 ساعة، موزعين بشكل منتظم ومتكامل حسب نظام (الشفتات)، وكل ذلك تحت رعاية وإشراف الإخوة القائمين على المضيف في العتبة العباسية المقدسة التي تعمل مشكورة على تحضير وتهيئة كافة المستلزمات الضرورية لتقديم الخدمات طيلة أيام الزيارة.
كما لا ننسى رعايتها الكريمة ودعمها الكبير للمتطوعين وسد احتياجاتهم.. لنا كل الفخر والاعتزاز بهذه الخدمة إلى جانب الإخوة في العتبة العباسية المقدسة.. ونسأل الله تعالى أن يديمها علينا وأن يرزقنا في الدنيا خدمة محمد وآل محمد عليهم السلام وفي الأخرة شفاعتهم.
الحاج حسين رشيد مجيد مسؤول مخزن مضيف أبي الفضل العباس عليه السلام الخارجي:
نظراً لزخم زيارة الأربعين وتزايد أعداد الزائرين وانقطاع الطرق، نعمل قبيل ذلك ومع حلول شهر صفر الخير بتجهيز كافة المستلزمات الضرورية التي تغطي أيام الخدمة، ونحن بدورنا في مخزن المضيف نقوم بمهمة خزن هذه المستلزمات وتهيئتها عند الحاجة.. لله الحمد الاقبال على المضيف كبير ومستمر، نستقبل النساء والرجال ونقوم بتوفير أفضل وسائل الراحة لهم، وجبات طعام رئيسية، مأكولات سريعة، فواكه، وغيرها من خيرات وبركات أبي الفضل العباس عليه السلام .
نحن بدورنا مستعدون أن نستمر بالخدمة لمدة أشهر من هذه الزيارة وليس لأيام فقط ونفتخر بذلك، وما توكلنا إلا على الله تعالى.. ونسأله أن يوفقنا لمزيد من هذه الخدمة ويديمها، ويديم بركات أبي الفضل العباس عليه السلام علينا.
مسؤول المطبخ في المضيف الخارجي الحاج قاسم شخير حداوي, تحدث قائلاً:
نقدم يومياً ثلاث وجبات رئيسية، بالإضافة الى الوجبات الخفيفة وتوزيع الماء والشاي, وان عدد المستفيدين من الوجبة الواحدة يبلغ 5000 زائر تقريباً والعدد في تزايد مستمر كلما ازداد زخم الوافدين الى كربلاء المقدسة.
يبلغ عدد العاملين في المطبخ 20 شخصاً بين متطوع للعمل ومنتسب في العتبة المقدسة, ونحن نسعى دائما الى بذل اقصى جهودنا لخدمة الزائرين الكرام وتقديم ما يليق باسم كربلاء الحسين عليه السلام لنعكس ابهى صورة عن العتبات المقدسة والعاملين فيها.